اكد طارق عزيز أن صدام حسين لم تكن تربطه أي علاقة مع تنظيم القاعدة.
تبعا لوزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز فقد سر الرئيس صدام حسين أيما سرور لتفجير السفارتين الأميركيتين في شرق افريقيا في العام 1998، ومع ذلك فلم يكن راغبا في أي تنسيق أو شراكة مع «القاعدة» أو اسامة بن لادن لأنه «لا يثق بالإسلاميين» على حد قوله.
حديث عزيز كان موجها لعملاء مكتب التحقيقيات الفيدرالي «إف بي آي» في وثائق كشف عنها النقاب حديثا ونقلت فحواها «واشنطن بوست». والوثائق التي تعد بمئات الصفحات، هي حيثيات التحقيقات التي أجراها عملاء الوكالة الأميركية مع رموز النظام العراقي السابق - بمن فيهم صدام - وأتيحت للنشر بطلب من «اسوشييتد برس» بموجب قانون حرية المعلومات.
ورغم أن معظم الوثائق المتعلقة بالتحقيق مع صدام اتيحت للإعلام من قبل، فقد قال «أرشيف الأمن القومي» الأميركي - وهو مؤسسة مستقلة بجامعة جورج واشنطن - إن إف بي آي رفض الإفراج في السابق عن تلك المتعلقة بالتحقيق مع طارق عزيز.
والوثائق المفرج عنها الآن جزء من عملية أوسع لإف بي آي سميت «عنكبوت الصحراء»، وكان الغرض منها تجميع الأدلة على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام صدام. وبالإضافة الى هذا فقد كان الغرض أيضا اختبار الفرضية القائلة إن لصدام وأجهزة مخابراته قدرا من التعاون والتنسيق مع تنظيم القاعدة قبل الغزو الأميركي - البريطاني للعراق في 2003.
وكان إف بي آي قد أفرج سابقا عن ملخصات 20 جلسة تحقيق مع صدام، أنكر فيها أن تكون له اي علاقة بأسامة بن لادن، لكنه أعطى الانطباع بأن الشيء نفسه لا ينطبق على بعض مسؤولي نظامه. وبعد سبعة أعوام الآن، تظل مسألة تعاون صدام حسين مع القاعدة في قلب التساؤلات عن الحكمة وراء غزو العراق حيث فقدت الولايات المتحدة 4 آلاف و400 من جنودها ورعاياها حتى الآن.
ويذكر أن إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بنت حجتها للغزو على المخاوف من ان يوفر نظام صدام أسلحة نووية للقاعدة تتيح لها هجوما قاتلا على الولايات المتحدة. لكن، كما اتضح لكل العيان، فلم يُعثر بعد إطاحة ذلك النظام على أي أسلحة نووية أو ما يشير الى برنامج نووي نشط.
وتظهر التحقيقات مع طارق عزيز أنه بينما كان صدام ينظر الى الأميركيين باعتبارهم أعداء، فقد كان هو معاديا بالدرجة نفسها للقاعدة وآيدلوجيتها الدينية الراديكالية. وتبعا للوزير العراقي السابق فقد كان صدام ينظر الى بن لادن والمتطرفين الإسلاميين الآخرين باعتبارهم «انتهازيين ومنافقين».
لكن عزيز يقر، في الجهة المقابلة، بأن صدام دعم من تصفهم «واشنطن بوست» بأنهم «إرهابيون آخرون» مثل الفلسطيني ابو العباس، الرأس المدبر لاختطاف السفينة السياحية «اكيلي لورو» في العام 1985 ولمقتل الأميركي ليون كلينغهوفر ورمي جثته في مياه الأبيض المتوسط. وقد اعتقل الجنود الأميركيون ابو العباس في العراق في ابريل/نيسان 2003 وتوفي في الاحتجاز بعد 11 شهرا على ذلك.
وقال عزيز في جلسة تحقيق معه في 6 مايو / ايار 2004 إن بغداد منحت ابو العباس مزرعة تتيح له تمويل عمليات المقاومة الفلسطينية. وتبعا له فقد تحولت هذه المزرعة الى «معسكر لتدريب المقاتلين على استخدام رشاشات «ايه كيه 47» وفرها له النظام العراقي».
وتوضح الوثائق المفرج عنها ايضا جوانب «خفيفة» أخرى مثل أن المحققين الأميركيين اقترحوا على عزيز في تلك الجلسة نفسها «تأليف كتاب مذكراته». ويذكر أن الوزير السابق يقضي حاليا عقوبة بالسجن 22 عاما.